جريدة تشرين – رشا عيسى – 28/07/2014
بعد تأخر دام سنوات, عادت الحياة إلى مشروع أتمتة الأعمال المرفئية والنقل البحري في شركة مرفأ اللاذقية بفضل جهود وخبرات مهندسي المعلوماتية المحليين عن طريق بناء النظم الإلكترونية الخاصة بالمرفأ ما وفر تكاليف واسعة تتعدى ملايين الليرات السورية على خزينة الدولة, وأفرز حالة من الاعتماد على الذات وتقليل الاتجاه إلى الأسواق الخارجية، ويعود البطء خلال السنوات السابقة في أعمال المشروع لإشكالات تتعلق في العقد مع الجانب المصري _ الجهة التي تم التعاقد معها لإنجاز أعمال الأتمتة عام 2004_ لعدم التقيد بالملاحظات السورية والالتزام بها ما أدى إلى توقف المشروع,
وخلال العام الفائت _ 2013_ اتخذت إدارة المرفأ قراراً باستكمال المشروع بجهود المهندسين الموجودين لديها ما أدى إلى تفعيل البرامج الالكترونية و وضعها في الخدمة, و بلغت أكثر من 11 نظاماً بانتظار استكمال أعمال الأتمتة كاملة بما فيها خدمة العملاء بعد الوصول إلى شبكة مترابطة بكل نقطة في المرفأ بمدة زمنية قد لا تتجاوز السنتين, وهو الهدف الذي يسعى للوصول إليه فريق الهندسة المعلوماتية في شركة المرفأ ومن ورائهم إدارة المرفأ ووزارة النقل كما يؤكد المهندس إيهاب ديباجة مدير مديرية المعلوماتية والاتصالات في شركة مرفأ اللاذقية.
الربط مع الجمارك
وقال ديباجة: فريقنا مكون من 60 شخصاً (مهندسين وفنيين) وأحدث مجموعة من النقاط المهمة على مدى أقل من عام و أبرزها الربط الإلكتروني مع مديرية الجمارك، حيث أصبحت معلومات المانيفست تصل بشكل الكتروني وتوزع بالمرفأ الكترونياً للجهات ذات العلاقة مثل الإحصاء والتخطيط وشعبة البرامج والعمليات, وبناء عليها تمت إضافة المعلومات الخاصة في المرفأ، مضيفاً: في السابق كنا ننتظر الوكيل البحري لإيصال المانيفست الورقي وتوزيعه, والآن أصبحت المعلومات تصل إلينا في لحظة إدخالها إلى الجمارك, وتتمكن برامج الكمبيوتر من تحليل هذه المعلومات بشكل تلقائي وتوليد تقارير إحصائية آنية.
محطة الحاويات
وأضاف: نفذنا أيضا مشروعاً ناجحاً وهو الربط مع محطة الحاويات عبر إنشاء قاعدة الكترونية للبيانات وأصبحت معلومات التشغيل تصلنا بشكل آني من المحطة, ويتم دمجها مع معلومات المانيفست الالكتروني ويساعدنا لاحقا بالاطلاع بشكل دقيق جداً على عمل المحطة وتسريع وصول المعلومة للجهة المستفيدة، ويعد هذا المشروع أول مشروع أتمتة مشترك في سورية، بين مديرية جمارك اللاذقية والشركة العامة لمرفأ اللاذقية ومحطة الحاويات.
ويصف ديباجة التعاون الثلاثي بالراقي والمتطور وبالتالي تسريع العمل, والابتعاد عن الأسلوب التقليدي للعمل وفكر العرقلة وقال: انعكس نجاح المشاريع المشتركة في قطاع النقل البحري على صعيد الشفافية وسرعة وصول المعلومات وتبادلها وتطوير العمل بشكل عام. وأيضا تمت أتمتة إعلام وصول الباخرات إلى المرفأ, وقال المهندس ديباجة: نسعى لاحقا للوصول إلى مرحلة الكترونية كاملة، إذ يبعث لنا الوكيل الأوراق المطلوبة بالبريد الالكتروني بدلاً من أن يستخدم الأوراق التقليدية وثم توزع الكترونيا بالمرفأ.
وأضاف: الآن بدأنا بهذا المشروع بشكل داخلي حيث نقوم بإدخال بيانات الوصول ونعمل على إتمام المشروع خلال الفترة المقبلة.
برامج داخلية
أطلقت المديرية مجموعة من البرامج التي تتم الاستفادة منها على المستوى الداخلي لشركة المرفأ وتنظيم أعمالها الإدارية بروح جديدة تتخطى الأعمال الإدارية التقليدية، وهي نظام البريد الالكتروني الداخلي ونظام الأرشفة الالكتروني و نظام شؤون العاملين ونظام الرعاية الصحية والصيانة المعلوماتي ,إضافة إلى نظام المحاسبة العامة.
وقال ديباجة: بجهودنا الذاتية استغنينا عن شراء برامج من الأسواق وأصبح لنا برنامجنا الخاص الذي يسمح بتقديم معلومات محاسبية آنية ودقيقة عن شركة المرفأ، وتم تفعيل الموقع الالكتروني الداخلي للشركة كما نقدم الدعم الفني لمشروع كاميرات المراقبة ويعمل فريق البرمجة على تطوير نظام الإيرادات في النافذة الواحدة, و تطوير نظام تدقيق الإيرادات ونظام دعم القرار الالكتروني والتوقيع الالكتروني.
وأكد ديباجة أن جميع أنظمة الشبكة محفوظة جيدا وهناك نسخ احتياطية بشكل دائم، كما تخضع هذه البرامج لتطوير شبه يومي, وتتم إضافة خدمة جديدة إلى البرامج وبجهود ذاتية بحتة من دون أي عنصر خارجي وأكد فكرة التشاركية في العمل المعلوماتي سواء من حيث التنفيذ أو الاستفادة وقال: كل المشاريع المنفذة أو قيد التنفيذ مشتركة مع كل المديريات ويتم التنسيق والتعاون بيننا وبينها والاستفادة تكون متبادلة سواء داخل الشركة أو مع الشركاء الخارجيين.
التكلفة
أما بالنسبة لتكلفة هذه المشاريع فقال ديباجة: لا تكلف الشركة شيئا, لأننا لا نشتري برامج من الخارج وجميعها من إنجاز المهندسين داخل المديرية لذلك التكلفة المادية على الشركة صفر, وحتى تكلفة التدريب والدورات تم توفيرها أيضا بالاعتماد على تبادل الخبرات بين المهندسين المبرمجين أو من خلال الجهد الشخصي عبر الدراسة والاطلاع وتتجاوز تكلفة بعض البرامج المليون ليرة سورية وأكثر كما يضيف ديباجة ورأى انه لا يوجد مانع من الوصول إلى مستوى أي مرفأ متطور عالميا من ناحية الخبرة أو الإرادة ويقول: كل الإدارات متعاونة وتحتاج دعماً مستمراً لأن تطبيق البرامج المعلوماتية يحتاج نوعاً خاصاً من الدعم والتشجيع والمرونة في التفكير ولا يمنعنا أي شيء من تقديم أفضل الخدمات.
تداعيات الأزمة
العقوبات الجائرة على سورية خلال الأزمة الحالية أثرت في عمل المرفأ بشكل عام, وفي عمل المبرمجين بشكل خاص كما يؤكد ديباجة فكانت لها سلبيات وايجابيات، السلبيات تتمحور حول الحظر الجائر على أغلب المعدات التي تحتاج شراء من الخارج كشراء نظام جدار ناري لحماية الشبكة من الاختراقات لكن الأزمة ولدت جوانب ايجابية لدى الشباب وعززت الإحساس بالانتماء للوطن وللمؤسسات التي يعملون بها ويقول: كل دول العالم تحاربنا, فإذا امتنعت دول معينة عن إعطائنا البرامج سنحاول تطبيقها وهذا ما نعكف عليه حاليا، وأبرز الصعوبات: قلة المردود المادي للمهندسين المبرمجين ونقص الكوادر الذي أدى إلى وجود ضغط كبير في العمل بسبب حجم المرفأ الضخم وعدد مستخدمي الشبكة الكبير جدا.